Thursday, March 16, 2006

ريــــاحيــن المـــا ضــي

مهما حاولت أن تحفر قبرا للماضي وتدفنه فيه،
سيجد طريقا للعودة وكأنه يرفض الاستسلام
يرفض فكرة الموت..
...
...
حسنا أيها الماضي!!
لا داعي لكل هذه المعركة..!
تعال إلي.. أضعك في أصيص زهرة جميلة ..
أدفنك في التربة الجيدة، وأسقيك كل يوم..
كي تزهر رياحينك العطرة التي كنت أحبها من قبل.. وأتغنى بها..
لكن لا تفرح كثيرا!!
لن اكون غبية مثل كل مرة!!
هذه المرة سأقطع أشواكك .. كي لا تغرسها في إصبعي مرة أخرى ..
أو بالأحرى كي لا تغرسها في قلبي .. وتعيدني في دوامتك!!

همســـة: دعونا لا نتذكر الحظات الغبية او التعيسة التي مرت بنا في الماضي..
فلنتذكر كل اللحظات السعيدة التي عشناها.. فهي الأولى بأن نملأ قلوبنا بها

"نقطــــــة"
انتهــــــــــى

دروبي
16-3-2006

Sunday, March 12, 2006

شكرا طفولتي


---
شكرا طفولـتــي
..
..
في يوم ما كنت طفلة..
ألعب في الطرقات..
أعقص شعري والعب بنهايته..
وأضعها على فمي
كأنها شاربي بحار قوي ..
كان شكلي مضحكا .. وكم كنت أستمتع بذلك..
أستمتع بوجود أصدقاء لي..
لا يراهم أحد..
سواي ــ
أحبهم و يحبونني
أبكي لأجلهم و ..
تصرخ أمي مذعورة: مابالك حبيبتي لماذا تبكيــن؟
"آه ..لا شيء أمي .. رمشي عيني لا اكثر"
فترحل عني مرتاحه..
وابتسم سعيده..
صحيح كذبت
ولكنني لم أكشف سري الصغير
أنني بكيت لأجلي أصدقائي اللا مرئيين..
..
..
..
في طفولتي
صحيح كنت ألعب
ولكن بينما كنت ألعب
..رحلوا
رحلوا جميعا..
زوج عمتي ، ابنة خالتي،
صديق أخي، ونور قلب أمي
لست أنسى أحدا منهم..
..
..
..
زوج عمتي كان رجلا شائبا
لكن قلبه الأبيض الغض
كان لايزال ينبض بالشباب
كان يحب شعري كثيرا..
مرة ذهبت إليه
وكان شعري الأسود منسدلا على كتفي
فابتسم ابتسامته العطوف
وخجلت خجلي البريء..
وقلت..
كم احبك يابابا "..."
وبين الأقواس اسمه..
..
..
..
وفي ذات السنة توفت الفتاة اللطيفة
ذات الخير الوفير
وهي تلد ابنها
والتاع زوجها عليها
وحتى هذه اللحظة
مازال ملتاعا..
رحمك الله يا "...."
وبين الأقواس اسمها
..
..
وفي ذات العام
قال لأخي ذاك الشاب
"أشعر بأنني سأسافر غدا "
"لا أعرف إلى أين ولكن"
"أشعر ان الرحلة طويلة"
" والمكان بعيـــد"
قال له أخي
سأذهب معك.. فنحن اخوة
قبل أن نكون أصدقاء
وفعلا رحل في الغد
وعمره 16 عاما
في ليلة من ليالي رمضان
رحــل
وترك الدمعة متحجرة عند مقلتي اخي
""....."أدعو الله أن اراك في الجنة يا"
وبين الأقواس اسمه
..
..
..
..
وفي ذات السنة
رحل الغالي
ولم أره قبلها بستة أشهر
أين كنت يا أبا محمد..؟
في بلاد الغربة حبيبتي
لماذا ذهبت؟
كي اعود إليكم سالما معافا
هممم
في ذلك الوقت
لم أعرف أن الانسان
يمشي إلى الموت برجليه
وربما يهرول
..
..
"والدي .. ماذا أحضرت لي؟"
"قطعة قماش زرقاء مزركشة باللون الفضي"
"لأجمل طفلة عرفها التاريخ "
ورسم قبلة على رأسي
وبعدها رحل
يسألني بائع الحلوى
أين والدك
كم كنت أحبه ياصغيرتي .. لقد كان رجلا طيبا
أين هو الآن؟
أنا بكل براءة
"مات"
لم عي إلا وقدميّ تحملانني إلى المنزل
لماذا هربتي؟ ماذا بك؟
"لقد بكى بائع الحلوى"
"وانا لم ابكي"
وتشبثت بقطعة القماش الزرقاء
وبكيت
"لن تأخذوها مني"
حتى ولو أصبحت بالية
فهي منه
وليست من احد آخر
"أبــي"
كم افتقدك
وليس من الائق ألا أذكر اسمه بين الأقواس
...
..
..
..
..
..
طفولتي كم كنتي رائعة بقدر الأحزان التي حزنتها
مازلت أذكر كل شيء تعلمته فيكي
كل ضحكة ضحكتها في ذلك الوقت
وكل شخص ربت على كتفي
وقال كم انت لطيفة وهادئة
..
..
..
شكرا طفولتي

همســـة:
رحم الله كل امرئ غاب عن أعيننا، ولم يغب عن عين الخالق..
جعلهم الله من من يقال لهم
ادخلوها سلام
وروح وريحان
ورب راض غير غضبان
اللهم آميـــن

(.)
نقطة
انتهىــــــ
-Droubi
12-3-2206